الترويح عن النفس في الإسلام
فهو من أوجه النشاط غير الضارة التي يمكن أن يقوم بها الفرد أو الجماعة في أوقات الفراغ بغرض تحقيق التوازن، أو الاسترخاء وإدخال السرور والتنفيس عن النفس الإنسانية وتجديد همتها ونشاطها في ضوء القيم والمبادىء الإسلامية.
أهمية الترويح فى الإسلام:
تبرز أهمية الترويح عن النفس في جوانب كثيرة منها: تحقيق التوازن بين متطلبات الكائن البشري (روحية- عقلية- بدنية) ففي الوقت الذي تكون فيه الغلبة لجانب من جوانب الإنسان، يأتي الترويح ليحقق التوازن بين ذلك الجانب الغالب وبقية الجوانب الأخرى المتغلب عليها.
يساهم النشاط الترويحي في إكساب الفرد خبرات ومهارات وأنماط معرفية، كما يساهم في تنمية التذوق والموهبة ويهيء للإبداع والإبتكار. يساعد الاشتغال بالأنشطة الترويحية في إبعاد أفراد المجتمع عن التفكير أو الوقوع في الجريمة، وبخاصة في عصرنا الذي ظهرت فيه البطالة حتى أصبحت مشكلة، وقَلّت فيه ساعات العمل والدراسة بشكل ملحوظ وأصبح وقت الفراغ أحد سمات هذا العصر.
الترويح يُنقذ الإنسان من الملل والضجر وضيق الصدر، وما إلى ذلك من الإحساسات الأليمة التي يسببها في العادة عند بعض الناس خلوهم من الأعمال الجدية. ينسي الإنسان ما لديه من آلام نفسية أو حسية، أو يخفف من وطأتها.
من أدلة جواز الترويح:
1- ما روي في صحيح مسلم من حديث حنظلة- رضي الله عنه- وفيه قلت: نافق حنظلة يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « وما ذلك؟ » قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي العين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا- (اشتغلنا بها، معايشنا وحظوظنا)- الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « والذي نفسي بيده إنْ لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طُرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة » ، ثلاث مرات
ضوابط الترويح عن النفس في الإسلام:
1- الأصل في الترويح الإباحة
2- الترويح وسيلة لا غاية: هو وسيلة لتحقيق التوازن بين جوانب الإنسان المختلفة
3- الجد هو الأصل والترويح فرع
4- ألاّ يكون في النشاط الترويحي مخالفة شرعية
5- ألا يكون فيه ضرر على ممارسه:
ومما سبق يتضح لنا الرؤى حول كثير من أساليب الترويح والترفيه المستحدثة، وبناءاً على الضوابط السابقة نستطيع قياس أي أمر وارد جديد
التعليقات مغلقة.